· حبيبي أصغر مني بقلم /ماجدة سيدهم




" ليس من المهم أن نعيش فهذه تصنعها الكائنات جميعها
لكن الأهم ذاك الذي يميزنا.. كيف نعيش ...!
*************************

**سألتني إحداهن - لماذا يفضل الرجل أن يرتبط بمن هي أصغر عمرا منه ...؟ رغم انه العرف الاجتماعي المتعارف عليه .. ورغم ان المرأة أيضا بشكل عام لا تفضل من هو اكبر منها سنا فحسب بل أيضا الأقوى في البنية الجسمانية والأكثر علما وتميزا اجتماعيا وأدبيا والأكثر ثراء والأكثر إغداقا والأعمق فهما و...، - لكنه يبقى تفضيلا وليس بالضرورة -غير اننا الآن نجدها مساحة واسعة من الوعي والفهم والنضج الإنساني الذي أودت للتحرر والتخلص من العديد من الأعراف الاجتماعية التي قد تهدر في عدم مرونتها أية علاقات حب راقية بين طرفين - فهناك الكثير من الزيجات التي صنع دعامتها الحب والفكر الواعي تجاوزت العائلات فيها الكثير من الاعتبارات الاجتماعية التقليدية من حيث الوضع المادي أو العمر المتقارب و أحيانا المستوى الاجتماعي والعلمي و العقيدة وان كان اختلاف العقيدة لم يأخذ الحق الكافي من الشجاعة فى الزواج على وجه التحديد– هذا دونما التنازل الذي من شأنه و بعد حين تطفو معه التصدعات والشروخ لتحيق حتما بكيان أي أسرة ، هذا التنازل والذي يكمن في أهمية المستوى الثقافي والنضج الفكري والإنساني والطموح العملي والنبل الأخلاقي من كلا الطرفين
و بينما رحت أفتش بين ارفف الذاكرة وبدون سابق تنبيه امتلأت أمامي مساحة الرؤية بالعديد من الحكايات التي نسج تفاصيلها أطراف سكن الحب واستقر نبض قلبيهما وكان فارق العمر أفعى تجيد افتراس الحلم الممتد بينهما - وعلى مدى الإنصات إلى شجن حكايا الفتيان والصبايا خاصة في المجتمعات المتشددة كنت اسمع العديد من قصص الغرام الصادقة ..المثابرة .. والمتحدية أحيانا أمام نمط اجتماعي متعارف عليه إذ هي هنا الأكبر سنا ، وأنحيه جانبا اعتبار النضج العقلي للمرأة بمعدل يسبق الرجل بسنوات لكن رغم اختلاف الظروف ومتغيرات ومفاهيم العصر وتأخر سن الزواج والواقع الصعب للحالة الاقتصادية وطرح العديد من هذه القضايا دراميا واعلاميا - يطرح السؤال نفسه لماذا مع كل هذا الانفتاح على العوالم الأخرى والتعرف على ثقافات متعددة ومتباينة تبقى إلى الآن الكثير من الاعتبارات الاجتماعية القاسية تشكل عائقا جذريا يحول دون التحام جسدين التحمت روحيهما قبلا –وماذا يشكله إذا الفارق العمري المتقارب من خطر في نجاح علاقة ثنائية حينما تكون المرأة هي الأكبر عمرا قد تتجاوز الستة أعوام وربما أكثر ، ثمة اختلاف - ففي الزواج التقليدي الذي يتم خارج نطاق المفهوم الوجداني والإنساني وللأسف هو الشائع والمثير للحزن أيضا- يصبح العرف هو المخطط والمتمم لتلك الزيجة ، ولا ثمة إزعاج أو خلل طالما أن الأمور في دائرة المتطلبات اليومية والنمط الطبيعي كما لسائر الكائنات أيضا -إذا لا محل للكلام هنا - بينما مع اختراق ثرثرة الحواجز والإيمان بالحق في الحياة والتشبث بنعمة الحب والحرية والإدراك الواعي للكيان الإنساني تسقط كافة الاختلافات التي لا تعد ذات قيمة في جوهرها في بناء علاقة إنسانية صحيحة - نرجع لسؤالنا ،هل الفارق العمري يعد شريطة أو ضرورة في إنجاح أية علاقة زوجية ...؟- واكرر نجاح وليس استمرار ، اذ ليست كل العلاقات الزوجية القائمة والمستمرة والتي نراها مشرقة في ظاهرها الاجتماعي هي في داخلها علاقات ناجحة ومتميزة ، أي أنها بلغت من النمو الانسانى والنضج العاطفي والتواصل الروحي والفكري وتناغم الاحترام المتبادل ما يدفع بها خارج منزلق الأنانية والتعصب والقلق والتسلط - من ناحية أخرى ماذا عن تسابق معدلات الطلاق المعلن والصامت بين أطراف توافرت بينهما كل مقومات العرف والالتزام الاجتماعي وهذا ليس خفيا على احد .. بل و أضع علامة تعجب انه بينما تقف أم الفتى أو احدي قريباته عارضا صلدا دون إتمام ارتباط فتاها بمن تكبره بسنوات–– فالمبرر لديها يتمثل في الحرص على إمكانية الخصوبة والإنجاب كمقياس الجودة والصلاحية - أو القلق من ملامح الشيخوخة التي تلحق بالمرأة قبل الرجل أيضا كمعيار الأنوثة الوحيد لجذب الرجل وانكفائه لاهثا وراء جمالها الذي تراه لن ينضب ، أو الخوف والتوجس وهو الأكثر شيوعا من تهكم المحيطين كمعيار الزهو والهيبة ،بينما ذاتها الأم قد لا تجد غضاضة أو حرجا أن تقترن ابنتها بمن يصغرها مادمت المصلحة تكمن لديها وفيما يعنيها - التي غالبا ما تكون تأخر في سن الزواج أو زواج ثاني
أية علاقة ثنائية في الوجود خاصة في الزواج هي علاقة إنسانية في المقام الأول هي علاقة اكتمال فطري بين الطرفين وليست علاقة هندسية تحتاج الى أرقام ومقاييس بالسنتيمتر –فقط ما نحتاج إليه هو الانتباه والقليل من المرونة و إعادة التفكير والتقييم في الكثير من مألوفاتنا الاجتماعية متى فرضت الحاجة نفسها –فما الذي يضير المجتمع إذا من مباركات لعلاقات حب تكلل بالزواج متى كانت الفتاة هي الأكبر سنا ...؟! سؤال فقط يحتاج إلى قليل من التفكير
رســـــــــالة
إلى كل أب وأم لا تخجلا .. الحب شرف ..الحياة أمانة ومسؤولية
إلى كل فتى وفتاة افتحا ملئ شدقيكما وأطلقا للرياح صفيرا شفافا يغدق على مساحات الجدب لبنا وعسلا وإشراقا مبكرا
هي: اعطني عمرا أطول كي احبك أكثر
هو: اغمريني عشقا وعذوبة فأمنحك كل أيامي ..ملء ذاتي وكياني واحبك أكثر وأعمق
فى الأخير .. اهدي عفوية سطورى إلى صديقة .. دعتني منذ أيام لحضور حفل خطبتها العائلي ، مع من أحبته وعشقها - تكبره بأربع أعوام -و بعد وصراع وكدر دام من الأعوام ثلاثة ....!