شاعرة الأسبوع



160 - 210 هـ / 777 - 825 م
علية بنت المهدي.
أخت هارون الرشيد، أديبة شاعرة تحسن صناعة الغناء، من أجمل النساء وأظرفهن وأكملهن فضلاً وعقلاً وصيانة.
كان أخوها إبراهيم بن المهدي يأخذ الغناء عنها، وكان في جبهتها اتساع يشين وجهها فاتخذت عصابة مكللة بالجوهر لتستر جبينها وهي أول من اتخذها.
قال الصولي لا أعرف لخلفاء بني العباس بنتاً مثلها، كانت أكثر أيام طهرها مشغولة بالصلاة، ودرس القرآن ولزوم المحراب، فإذا لم تصلي اشتغلت بلهوها
وكان أخوها الرشيد يبالغ في إكرامها ويجلسها معه على سريره وهي تأبى ذلك وتوفيه حقه.
تزوجها موسى بن عيسى العباسي، وقد لا يكون من التاريخ ما يقال عن صلتها بجعفر بن يحيى البرمكي.
لها ديوان شعر وفي شعرها إبداع وصنعة
مولدها ووفاتها ببغداد.

هكذا يضحك الله لنا بقلم ماجدة سيدهم

إهداء.. إلى كل من فقدت شريك عمرها ..لا تخافي

التجربة مغلفة بالكثير من دسم المشاعر المتداخلة ..المتسائلة.. الحائرة والخاضعة أيضا - التجربة ذئبة جائعة لها أظافر مباغتة أنيابها حادة وحضورها فزع- تركل ظهورنا بحنق شديد.. تهوي بأحلامنا سحقا ..تصفع وجوهنا بلا هوادة - وتصيرنا لا نعرف كيف يكون الانكفاء - تُحولنا إلى شيء لا تفسير له - لذا نبيت مجرد كتلة تعوي -تتخبط كما يجب أن يكون الهذيان - كانت المرة الأولى التي أقف فيها قبالة مشهد الموت المفاجئ- بينما أتقنت الذاكرة حفر التفاصيل الشرسة لتصبح أرشيفا ثريا نازفا بالمخيلة - -بداية من الحوار الضاحك قبيل الرحيل بدقائق وكيف الاستعداد معا لاحتفالات القيامة وحتى اختفاء الصرخة الفجائية والتي معها تبدلت حياة أسرة بالكلية - رحلة العودة إلى مصر - أطفال فزعة عيونهم ، اكبر من استيعابهم هول صدمة فقد الأب - المثل الأعلى لكل جميل وراق ومرح - رحلة تعدى طولها آلاف من المرارة والكيلومترات أيضا - من ليبيا إلى مصر - الطريق موحش ..اخرس –نشيج الصغار وخز في ما ندعيه من صلابة أمامهما - تهطل الأحداث كبرق ساحق يشطر الكيان ويترك في الحنين جرح اخضر والانحناء خيبة تدثرنا- وما ذا تريد أن تقول يا الله ..؟- لا إجابة مقنعة للصغار وأيضا لكي تصدق عقولنا - اختلطت ملامح الأهل بالغبار - وتفاصيل الأيام المتهالكة تشبه الشاحنات الصدئة - الزحام يكاد يبتلع كل التنفس وبينما الاختناق يمور في أعماقنا- تختلط أيضا المفاهيم والمعرفة والفلسفات الكثيرة- الأحداث سريعة ..متلاحقة تطعن بياض الوقت حيث لا متكئ للراحة - عندئذ نقف، وإلى دواخلنا ندلف، هناك فى ذاوية بعيدة عن كل هذا الضجيج وتراكم تلك المشاطرات- نفتش بعطش شديد وننصت بصمت مضني إلى صوت حي فينا ، لا يخدع ولا يصنع كذبا ومهما اختلفت العقائد والمفاهيم وحينما يتشابك سؤالنا الوحيد نجدنا في اللحظات الفاصلة نحتاج بلجاجة إلى قوة من أعلى ومجددا نسأل ماذا تريد أن تخاطبنا يا الله ..؟ في تلك اللحظة عينها يجيب الرب بنفسه سريعا شافيا بينما بصدق العيان نرى ممدودتان يداه لا غش فيهما ولا تغيير -يشقا هول العتمة – يؤتى حقا بالأغاني في الليالي الحالكة - يقترب بروح حنونة - ملاطفة وملء عيناه عيوننا ، يضحك مضمدا الجرح فينا انه لا يتخلى ويعزي ومعنا يكمل الطريق ، في ذروة الحدث حيث ينتقل الأحباء تضعف قوانا نـُسلم الأمر بالكلية لذا نُحمل جدا - نتعجب ويندهش كل من حولنا كيف في لحظة تبدل كل هذا الحزن المريع والانكسار الصائب لفرح وسلام مذهل لا يصدقه حتى أنفسنا ماذا حدث إذا وكيف ..؟ حينها ندرك أن هذه طريقة الله عندما يضحك لنا وأنها عمله المستحيل -ما أدركته نهار ذاك اليوم أن الرب وازن القلوب يقيس العمر ويقيم حياتنا ليس بمعيار ما حققنا من طموحات أو ثروات أو علاقات ونفوذ بقدر عمق ما أحببنا وصدق ما غفرنا وبحجم ما امتلأت قلوبنا شجاعة وفطنة - يعد المشاوير بمسافات ما نجول نصنع بسخاء غير محدود من إنصاف و بهجة ورحمة وجمال في كل زاوية مهملة ومنعطف جريح - كانت و مازالت حياة رفيق أيامي أغنية مرحة لم تكل أن تهب كل ما لديها ببساطة دونما أسف أو طمع، نغنيها الآن في افتخار فكان انتقاله للسماء بيقين مؤكد بلا شك أو ارتباك.. هو الرب خالق الإنسان عالم بضعفه هو أيضا عاضد له ..فلنثق أنه في هوة الضيق يشرق و يرفع جدا غير متروكين بل فى قلب المرارة يدعمنا ويجتاز بنا الأحزان الكثيرة مهما بلغت ضجة مشاعرنا وغضبنا ورفضنا أيضا يدرك طبيعتنا ويحترمها جدا ..!!

لمن يعشقون الاصالة


محمد رجب وابداع جديد


المتعاقدون تحية وداع للحمير

टी;

أحمد رشاد حسانين

" وقائع جبلية .. المتعاقدون " قراءة نصية

مدخل :-

رواية " وقائع جبلية " ذات العنوان الفرعي " المتعاقدون " هي إحدى روايات ثلاث للكاتب الروائي القصصي ( فكري داود) هذا بالإضافة إلي مجموعتين من القصص هما " الحاجز البشري " عام 1996 ، و " صغير في شبك الغنم " عام 2001 ، ومجموعة قصصية للأطفال هي " سمر والشمس " عام 2004 ، ومسرحية فاز بها في مسابقة جريدة الجمهورية بالتعاون مع اتحاد الكتاب في هذا العام من مايو 2009 ، وهي مسرحية " لعبة الحياة والموت " كما أن له العديد من المشاركات البحثية والنقدية .

وقد صدرت أولي روايات الكاتب " عام جيلي جديد " علي نفقته الخاصة عن مطبعة الإسراء عام 2006 ، أما رواية " وقائع جبلية " فقد صدرت عن الهيئة العامة لقصور الثقافة "فرع دمياط " في سلسلة إبداعات 2007م.

وأزعم أنه كان من المفترض زمنياً صدور " المتعاقدون" قبل " عام جبلي جديد " ذلك لأن الروايتين يمثلان جزأين قد يتبعهما ثالث ، فيكونّون معا مشروعا روائيا للكاتب ، يتناول تجربته الإنسانية خلال رحلة إعارته للعمل مدرساً بالمملكة العربية السعودية في منتصف تسعينات القرن الماضي وتعتبر رواية " وقائع جبلية " هي الأولى في هذا المشروع إلا أن ظروف النشر أتاحت لـ " عام جبلي جديد " أن تطبع أولاً .

والحقيقة أن تجربة الإعارة أو التعاقد للتدريس – تجربة جديرة بالوقوف عليها وتعاطيها خاصة من وجهة نظر الفن الروائي ، نظرا لما تحفل به هذه التجربة من كشف ومشاهدات وعلاقات ومشاعر إنسانية مشحونة بالصراعات والتناقض والمفارقات ، وهي عناصر كفيلة بإثراء أى عمل فني وإزحامه ، خاصة إذا كانت التجربة تمثل السنة الأولي للإعارة –د كما هو الحال في روايتنا هذه ، حيث الانتقال السريع والتحول الحاد من مجتمع إلي مجتمع آخر ومن بيئة إلي بيئة مغايرة ، أعرافاً وعادات وسلوكيات ، هذا فضلا عن المظهر الجغرافي شديد التباين ، بين بيئة زراعية مستقرة وأخري صحراوية نائية تقع في قلب بواد شاسعة وقفار مترامية الأطراف .

والرواية تقع في مائة وست عشرة صفحة من القطع المتوسط ، وتأتى الصفحات موزعة إلي فصول ، تحمل أرقاما من الأول إلي الثاني عشر . وعنوان الرواية الرئيسي "وقائع جبلية " ، أما عنوانها الفرعي وهو مكتوب بخط أقل من خط العنوان الرئيسي – فيحمل عنوان " المتعاقدون "

وقد حدد المؤلف علي غلافها الأزرق النوع الأدبي بأنه "رواية " وربما يثير ذلك إشكالية ما ، خاصة إذا ما أخذنا في الاعتبار الدلالات التي تثيرها كلمة " وقائع " ، وهي ذات صلة بفن السير الذاتي في أحد تجلياته .

ابداع جديد


ابداعات دقهلاوية




الربيع والشتاء يشتبكان

3


ليته يمر


الشاعر سيد عبدالرحيم يؤكد أن له رؤية تحمل روحا تأملية رائقة قادرة على النظر في أعين عالم منطفئ.


السويس (مصر) ـ "شِتَاءٌ عَجُوزٌ ليْتَهُ يَمُرُ" الديوان الثانى للشاعر سَيِّد عَبْدالرَّحِيم، صدر ضمن سلسلة الكتاب الأول عن المجلس الأعلى للثقافة المصرية. ويضم 30 قصيدة من الشعر الفصيح .

صدّر لنا الشاعر رصده وتشابكه مع تفاصيل الحياة "الجلوس فى المقهى، ومراقبة البشر، ومصادقة البحر، وكرْه العالم، وحب الحياة والوحدة، والحزن، والملل"، وأهدى ديوانه إلى العبث وكأنها تقودنا إليه. ويفصل ذلك فى قصيدته ينتظر مغامرة:

"الساعة تشير لزمن التقاعد / والمقهى / ضفة تناسب قرصان / احتسى البحر / قطرةً / قطرةً / حتى تيبس قلبه / لا يواسيه سوى تذكر".

يقدم الشاعر عبدالرحيم عبر تجربة شعرية رائقة بعيدة عن الأكليشيهات الفنية، علاقة ثرية فى منطقة مضيئة بين الخيال والواقع، وبين الرصد والتشابك، فيقول فى كلمته الأولى: "بداية سأقف عند حدود الحياة لأنعم بالوحدة".

ويقول فى قصيدته "خطوة للحياة"، "حين يتنقل على أطراف أصابعه / فلا يترك فاصلاً / بين الحرص على ألا يوقظ أحداً / ومتعة الرقص فى الظلام".

بين الحكمة والعبث فى رؤية الذات المستكينة للعالم المتوحش القاسي، وفي تعظيم الإنسانية واضطرار الإنسان للجوء للوحدة وبين صدمات معايشة الحياة، يقول في قصيدة "دقات خفيفة توقظ الروح"، "لا تعرف الخطوة القادمة / للأمام أم للخلف".

ويرصد الشاعر وحشية التاريخ والحروب وتفسير لبشاعتها على أنها ألعاب تليفزيونية فيما تعرضه لنا نشرات اللأخبار عن الحروب فى قصيدة "ألعاب تليفزيونية"، "أصبح ضرورياً / العثور على فكرةٍ / مبهجةٍ / والابتعاد عن أحاديث المقهى / والبحث / عن كتاب يفك شفرة الحياة / يعيد ترتيب العالم / لم يعد كافيا إيجاد / امرأة / لتصبح الرومانسية ممكنةً / هناك شئٌ /أكبر من الحزن / والملل / والكآبة / فهل امرأة / تعلِّم الموج فن التعامل / مع الأجساد الليِّنة؟! وأصدقاء / لا ينتظرون بكائي/ ليثبتوا أنهم آدميون؟! / يحجبان رؤية بشر/ يتحولون لقنابل / وأنصاف آلهة / هناك شيء / أكبر من الأنا / والآخر / والتاريخ / فى زمن حول الإبادة /لألعاب تليفزيونية".

يؤكد الشاعر سيد عبدالرحيم أن له رؤية واضحة كشاعر يحمل روحا تأملية رائقة قادرة على النظر في أعين عالم منطفئ متوحش تاركا لنا أثره "شتاء عجوز ليته يمر".


بلاد البحر' لا بحر فيها ولا نهر

5


ألم تنقسم البلاد إلى نصفين؟



أحمد رفيق عوض في روايته الجديدة 'بلاد البحر' ينتبذ لنفسه مكانا قصيا عن كل ما هو مستهلك وشعبوي.


بقلم: توفيق العيسى

بحر عكا .. بحرنا .. جسر الغزاة والطامعين والمغامرين؛ بحر عكا بهدوئه وجسده اللامع ينقل لنا حكايا عن أزمنة غابرة ومدافعين وملوك غابرين؛ حصارات؛ نيران؛ هزائم وانتصارات؛ وقديما قالوا "لو خافت عكا من البحر ما جلست على الشاطيء"؛ صرخ رجل ما بوجه أحد أمراء صلاح الدين "خلوا بين عكا والسفن. عكا تعرف كيف تدافع عن نفسها".

قالت امراة ما لأمير آخر "عكا جسد امراة تعرف كيف تغتصب وتعرف كيف تنتقم وتحاسب لن يمتلكها ابن كلب. هذي بلاد يصعب الاحتفاظ بها"، "مولاي وسيدي صلاح الدين" يسمع ويعرف كل شيء نظر إلى الأمراء والتجار المتذمرين رأى سور عكا ينهار وسمع نباح ملوك الأساطيل الأفرنجية في حارات عكا رآهم يتقاسمون المدينة ويتقاسمون العنجهية. رآنا نتصارع مختلفين على أي خد سنضرب، أحدهم قال: نضرب على الخد الأيمن وآخر قال لا على الخد الأيسر، لكن مولاي صلاح الدين همس لنفسه: عكا لم تعد لنا علينا أن نرحل عنها.

همس الملك الأشرف لنفسه "أنا العدل وأنا الانتقام" وأمر جنده "أريد هذي المدينة حية أو ميتة"، "أحرقوا المدينة اغتصبوها انتهكوها".

وقف أحمد رفيق عوض مذهولا مما يسمع "ما الذي يجري؟!" أجابه أبوالفداء: "هذي المدينة يحبها الافرنجي".

أحمد رفيق عوض الروائي الفلسطيني والذي بدء أولى رواياته بمواجهة غير مأمونة العواقب مع أهل قريته إثر إصدار روايته الأولى "العذراء والقرية"، وفي روايته الجديدة "بلاد البحر" انتبذ لنفسه مكانا قصيا عن كل ما هو مستهلك وشعبوي، اقترب أكثر إلى الحقيقة والتحليل النقدي، اقترب أكثر من فلسطين، الأرض والتاريخ والأسطورة، اقترب أكثر من فلسطين التي لم نعد نعرفها، اختار التاريخ مادة لروايته كاشفا أسراره، وكيف تتفاعل الأحداث، وتبنى الممالك وتهدم، كيف تحاصر المدن، وتنهار القلاع، وكيف ينتصر المنتصرون.

وإذا كان العمل التاريخي يفرض على الكاتب والمتلقي شخوصا وأحداثا جاهزة فقد عمل الروائي في رواية "بلاد البحر" إلى اختيار أبطاله بنفسه، فالشخصيات والأحداث لم تخدم الرواية التاريخية فحسب وإنما وظفت في خدمة مشروعه الروائي؛ فالوالد المهزوم الرعوي يتحول "نيصا" يبكي قيسارية والبحر والحبايب الذين مضوا يبكي بحرقة وقهر ذات الحرقة والقهر اللذان يعتملان في صدر الملك الأشرف بن قلاوون الذي تحول إلى ملك منتقم أحرق المدينة بعد انتصاره، وأحرق معها قهره وسنوات الذل وبكاءه الذي يشبه بكاء "النيص".

يأخذنا الروائي إلى الكشف عما يدور بذهن المقهور ومشاعره وكيف "سيتبر ما علو تتبيرا" ذات يوم إذا ما انتصر لا وقت لدينا كي "نقدم نموذجا إنسانيا فريدا" فأعداؤنا لن يسمحوا لنا بذلك، فلو كنا بشرا بنظرهم لما كانوا احتلالا وما كنا مضطهدين.

لا أريد أن أنجرف نحو عرض أفكار الرواية مغفلا "التكنيك" الروائي، فاختيار الحلم أو المنامة، سمح للروائي بأن يتنقل بين المدن والأزمنة والأسطورة يلتقي شخوصا من عوالم مختلفة يسمعهم ويناقشهم، ويبدو أن الروائي استفاد أيضا من تقنية الكاميرا وعمله في مجال الصحافة المتلفزة، ففي بعض مقاطع الرواية والتي يمكن أن نسميها مشاهدا نرى كاميرا تتحرك تصور وتربط بين الكلمة والصورة والأشخاص فتقنية القصة المتلفزة تعتمد على سرد القصة نطقا مع عرض صور مساعدة تدلل على صحة الكلام المنطوق وللمصداقية فإنها تلجأ إلى إجراء مقابلات مع شهود العيان أو أصحاب الاختصاص وأصحاب القصة ذاتها، وقد لجأ الراوي إلى استخدام هذا الأسلوب في بعض المقاطع/ المشاهد الروائية.

"أبو مصطفى هو المسئول عن خلط الأشياء بعضها ببعض وعندما يحدث عن مناماته فإنه يخلط ما يراه في منامه وبين بلاده التي قطعها مشيا على الاقدام. ما الفرق؟!"