المتعاقدون تحية وداع للحمير

टी;

أحمد رشاد حسانين

" وقائع جبلية .. المتعاقدون " قراءة نصية

مدخل :-

رواية " وقائع جبلية " ذات العنوان الفرعي " المتعاقدون " هي إحدى روايات ثلاث للكاتب الروائي القصصي ( فكري داود) هذا بالإضافة إلي مجموعتين من القصص هما " الحاجز البشري " عام 1996 ، و " صغير في شبك الغنم " عام 2001 ، ومجموعة قصصية للأطفال هي " سمر والشمس " عام 2004 ، ومسرحية فاز بها في مسابقة جريدة الجمهورية بالتعاون مع اتحاد الكتاب في هذا العام من مايو 2009 ، وهي مسرحية " لعبة الحياة والموت " كما أن له العديد من المشاركات البحثية والنقدية .

وقد صدرت أولي روايات الكاتب " عام جيلي جديد " علي نفقته الخاصة عن مطبعة الإسراء عام 2006 ، أما رواية " وقائع جبلية " فقد صدرت عن الهيئة العامة لقصور الثقافة "فرع دمياط " في سلسلة إبداعات 2007م.

وأزعم أنه كان من المفترض زمنياً صدور " المتعاقدون" قبل " عام جبلي جديد " ذلك لأن الروايتين يمثلان جزأين قد يتبعهما ثالث ، فيكونّون معا مشروعا روائيا للكاتب ، يتناول تجربته الإنسانية خلال رحلة إعارته للعمل مدرساً بالمملكة العربية السعودية في منتصف تسعينات القرن الماضي وتعتبر رواية " وقائع جبلية " هي الأولى في هذا المشروع إلا أن ظروف النشر أتاحت لـ " عام جبلي جديد " أن تطبع أولاً .

والحقيقة أن تجربة الإعارة أو التعاقد للتدريس – تجربة جديرة بالوقوف عليها وتعاطيها خاصة من وجهة نظر الفن الروائي ، نظرا لما تحفل به هذه التجربة من كشف ومشاهدات وعلاقات ومشاعر إنسانية مشحونة بالصراعات والتناقض والمفارقات ، وهي عناصر كفيلة بإثراء أى عمل فني وإزحامه ، خاصة إذا كانت التجربة تمثل السنة الأولي للإعارة –د كما هو الحال في روايتنا هذه ، حيث الانتقال السريع والتحول الحاد من مجتمع إلي مجتمع آخر ومن بيئة إلي بيئة مغايرة ، أعرافاً وعادات وسلوكيات ، هذا فضلا عن المظهر الجغرافي شديد التباين ، بين بيئة زراعية مستقرة وأخري صحراوية نائية تقع في قلب بواد شاسعة وقفار مترامية الأطراف .

والرواية تقع في مائة وست عشرة صفحة من القطع المتوسط ، وتأتى الصفحات موزعة إلي فصول ، تحمل أرقاما من الأول إلي الثاني عشر . وعنوان الرواية الرئيسي "وقائع جبلية " ، أما عنوانها الفرعي وهو مكتوب بخط أقل من خط العنوان الرئيسي – فيحمل عنوان " المتعاقدون "

وقد حدد المؤلف علي غلافها الأزرق النوع الأدبي بأنه "رواية " وربما يثير ذلك إشكالية ما ، خاصة إذا ما أخذنا في الاعتبار الدلالات التي تثيرها كلمة " وقائع " ، وهي ذات صلة بفن السير الذاتي في أحد تجلياته .