الربيع والشتاء يشتبكان

3


ليته يمر


الشاعر سيد عبدالرحيم يؤكد أن له رؤية تحمل روحا تأملية رائقة قادرة على النظر في أعين عالم منطفئ.


السويس (مصر) ـ "شِتَاءٌ عَجُوزٌ ليْتَهُ يَمُرُ" الديوان الثانى للشاعر سَيِّد عَبْدالرَّحِيم، صدر ضمن سلسلة الكتاب الأول عن المجلس الأعلى للثقافة المصرية. ويضم 30 قصيدة من الشعر الفصيح .

صدّر لنا الشاعر رصده وتشابكه مع تفاصيل الحياة "الجلوس فى المقهى، ومراقبة البشر، ومصادقة البحر، وكرْه العالم، وحب الحياة والوحدة، والحزن، والملل"، وأهدى ديوانه إلى العبث وكأنها تقودنا إليه. ويفصل ذلك فى قصيدته ينتظر مغامرة:

"الساعة تشير لزمن التقاعد / والمقهى / ضفة تناسب قرصان / احتسى البحر / قطرةً / قطرةً / حتى تيبس قلبه / لا يواسيه سوى تذكر".

يقدم الشاعر عبدالرحيم عبر تجربة شعرية رائقة بعيدة عن الأكليشيهات الفنية، علاقة ثرية فى منطقة مضيئة بين الخيال والواقع، وبين الرصد والتشابك، فيقول فى كلمته الأولى: "بداية سأقف عند حدود الحياة لأنعم بالوحدة".

ويقول فى قصيدته "خطوة للحياة"، "حين يتنقل على أطراف أصابعه / فلا يترك فاصلاً / بين الحرص على ألا يوقظ أحداً / ومتعة الرقص فى الظلام".

بين الحكمة والعبث فى رؤية الذات المستكينة للعالم المتوحش القاسي، وفي تعظيم الإنسانية واضطرار الإنسان للجوء للوحدة وبين صدمات معايشة الحياة، يقول في قصيدة "دقات خفيفة توقظ الروح"، "لا تعرف الخطوة القادمة / للأمام أم للخلف".

ويرصد الشاعر وحشية التاريخ والحروب وتفسير لبشاعتها على أنها ألعاب تليفزيونية فيما تعرضه لنا نشرات اللأخبار عن الحروب فى قصيدة "ألعاب تليفزيونية"، "أصبح ضرورياً / العثور على فكرةٍ / مبهجةٍ / والابتعاد عن أحاديث المقهى / والبحث / عن كتاب يفك شفرة الحياة / يعيد ترتيب العالم / لم يعد كافيا إيجاد / امرأة / لتصبح الرومانسية ممكنةً / هناك شئٌ /أكبر من الحزن / والملل / والكآبة / فهل امرأة / تعلِّم الموج فن التعامل / مع الأجساد الليِّنة؟! وأصدقاء / لا ينتظرون بكائي/ ليثبتوا أنهم آدميون؟! / يحجبان رؤية بشر/ يتحولون لقنابل / وأنصاف آلهة / هناك شيء / أكبر من الأنا / والآخر / والتاريخ / فى زمن حول الإبادة /لألعاب تليفزيونية".

يؤكد الشاعر سيد عبدالرحيم أن له رؤية واضحة كشاعر يحمل روحا تأملية رائقة قادرة على النظر في أعين عالم منطفئ متوحش تاركا لنا أثره "شتاء عجوز ليته يمر".