"نصوص إيلياء ويبوس" ديوان جديد للمتوكل طه | ||
للشاعرالفلسطيني المتوكل طه ديوان "نصوص إيلياء ويبوس"، ضمن منشورات وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع بالتعاون مع اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، وذلك ضمن الاحتفاء بالقدس عاصمة الثقافة العربية 2009. ويقع الديوان المزين بالرسومات والصور في 181 صفحة، وجاء الديوان بحسب مقدمة اتحاد الكتاب تلبية للسعي "نحو ترجمة لغة المدينة المقدسة للقارئ"، وتضيف المقدمة أن الديوان "كتاب شعري يكرس إبداعياً مكانة القدس كمدينة عربية بكل تجلياتها المفعمة بالمقاومة، وطقوس الأسر، يستشف تاريخياً ما تستبد به من مكانة راسخة ومدينة حريرية عصية على الأعداء منذ القدم، قريبة من الذاكرة محببة للنفس البشرية لما فيها من علاقة متجددة". ووفق صحيفة الاتحاد" الإماراتية يبدأ الديوان بنص نثري طويل حول المدينة القديمة في تاريخها وحاضرها ورؤية لمستقبلها، في الجزء الثاني من الديوان أربعة نصوص شعرية مطولة، هي "عشاق يبوس"، "أرض السماء"، "يا قدس"، و"طائر المدينة". يقول في قصيدته "مروان" ويقصد مروان البرغوثي.. أمين سر حركة "فتح" وعضو المجلس التشريعي.. المناضل والثائر.. القابع في سجون الاحتلال الإسرائيلي. عَلى زَهْرَةٍ في الصخورِ تَرى شَفقاً من فَراش الحقول! وثوبُ الحليبِ يجففُ صيفَ الشبابيكِ.. لكن بَرْدَ القرى قد يطول ! فجاءت بخيطٍ طويلٍٍ، لكي تُطعم الطيرَ والضرعَ والضيفَ، حتى تظل المواقدُ في أمسياتِ العشاء، ويبرقُ ليلُ العيونِ على فرسٍ للرسول. صلوا عليه! وجاء الصغيرُ ليخبرَهُم أن ثوبَ الحليب أتى بالجَنينِ، فهاجتْ تباريكُ أخوالِه، ثم راحت تُغني النساءُ، فردت عليهن قُبرةٌ في السهول. أُسميه مروان ! إني أحبُ مناداةَ هذا الغزالَ، بإيقاعِ هذي الحروفِ، لها وزن: إنسانُ/ رُمان /عنوان/ ديوان/ميدان/عينان.. ثم توقف ! قالوا له إكمل الوزنَ قال: قضبان/جدران/سجان .. ثم توقف! قالوا اذكُر اللهَ، واٌبعِدْ عن القلبِ شيطانَه يا حسيبُ! فأردف: فرسان/فرسان/فرسان.. حتى تصادى صهيلُ الخيول. وكانت غيومُ البيوتِ تُسابق أضواءَها، ثم خَرَت صواِعقُنا في البلادِ، وقامت عصافيرُ أبراجنا في السماءِ، ومارت عواصفُنا في الأغاني، وقاربَ ميناؤنا بالوصول. وابتدا الإحتمالُ، توالد وامتد حتى استطالَ فسدوا على الوردِ حُمْرتَه بالذبول. لقد سقطوا في مهب المقاصلِ، باٌسم الضرورةِ، أو عانقَ الثائرون مشانقَهم، فَارْتَكَسْنا على شَوكِ منْ سقطوا في الوحول. وقد هجسَ الجمرُ، ثانيةً، في الجناحين، كانت منارةُ فينيقَ تُومض، في عَتْمةِ الميتين، وكانت قناديلُه كالصقور، إذا جنَحَت لا ترى غيرَ شُُعْلَتها.. في الطلول. هنا ابتدأ النصرُ ثانيةً، والمراقصُ نامت على ذُلها، غيرَ أن المحافلَ عادت، وصبت على كُحْلِ مَنْ قيدوهُ الكُحول. هناك، على عَقْرب الرملِ، لم يصلبوا الروحَ، لم يصلوا للجِنانِ، ولم يخنقوا اللَحنَ! كُنتَ مع الإخوةِ الصامدينَ تراها "فلسطين" حريةً للنشيد، إذا كان، كُنا، وإنْ غاب، عُدْنا، لنرفَعه فوق بحرٍ ونهر، فأرضُ فسطينَ مملكةٌ للضميرِ وللماءِ، لأبنِ الإلهِ الذي لا ينام على الذُلَ والبُعْدِ، بل يعتلي سَرْجَهُ فوق برقِ الوعول. وما كذبوكَ! رأوكَ على صِلَةٍ بالبراكينِ، فاندفعوا نحو بوصلةِ النارِ.. أنتَ الذي إنْ أََشَارَ يكون السحابُ وزَخُ الهطول. وأنتَ، إذا كنتَ في القيد والعَزْلِ، كنتَ، إذاً، في تَمام الرؤى، حُلماً، للخيام، التي حمَلَتْ عِطْرهَا للدخول. وما خانك القومُ! هل زَبَدُ الإنكسار يحد الرياحَ ورَعْدَ السيول؟ إذاً، سوف يهدمُ طوفانُ شعبكَ سجنَ العبيد وَقَبْوَ الجَهول. ويبدأ فجركَ، بعد قليلٍ، وتبقى المناراتُ تبقى المناراتُ، ساحاتُ كنعان، أرضُ الأيائِل، أُمُ العماليق، أحزمةُ النجم دربُ المكحل سر الذهول.. إلى أن يعوَد، هنا، الأرجوانُ، وشمسُ المدينةِ في أوجها للفصول. |